طباعة
المجموعة: مقالات تربوية
الزيارات: 5820

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

 

أيها المربي المتميز... يا من تحمل أعظم راية... راية القرآن. يا من تقوم بأعظم مهمة... الدعوة الى الله. يا من تؤدي ما كان يقوم به جميع الأنبياء والمرسلين. اذا فأنت امتداد لتلك الرسالة السماوية العظيمة. من هنا تأتي ثقتنا بأنفسنا. ومن هنا يتعمق طموحنا الكبير في اعداد جيل المستقبل الذي سيساهم لا محالة في قيادة الأمة نحو التغيير الذي تحتاجه هذه الأمة التي نفتخر بالانتماء اليها. ومن هنا يتأكد دوركم الرائع في تربية وإعداد الإنسان الصالح الذي سيكون له الدور الأبرز في التقدم الى الأمام. مهمة التربية هي مهمتكم الرئيسية, ولكن أي مفهوم للتربية نريده في هذا العصر. ان التربية هي تهيئة الفرد كي يكون صالحا في نفسه بحيث يكون قادرا على إصلاح غيره. والتربية هي الإعداد للحياة الدنيا والآخرة, بحيث نتمكن من إخراج أفراد ناجحين في دنياهم وفالحين في أخراهم. وقد تكون التربية هي الحياة بعينها, فالحياة كما يقولون مدرسة تعد أفرادها لما ينبغي أن يكونوا له في المستقبل.

 

أيها المربي المتميز... لا بد أن ننظر إلى التربية بمنظور شامل يتعلق ببناء شخصية الطفل بناء كاملا متكاملا متزنا وشاملا, فتكون بذلك "عملية تغذية وتنمية شاملة لجميع جوانب الشخصية الايمانية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والجسمية, مع التأكيد على تعهد بناء الإيمان والخلق والعمل الصالح لدى الأفراد". فهي أساسا "عملية" بمعنى أنها ممارسة تطبيقية وليست مجرد تنظير. فليس شرطا من يقرأ العشرات من الكتب التربوية أن يكون ناجحا في التربية إلا أن يمارس ذلك تطبيقا عمليا. ثم إن التربية "تغذية" بمعارف ومهارات وسلوكيات غير موجودة أصلا في شخصية الطفل فيتم تغذيته بها, أو هي "تنمية" وتطوير لما هو موجود ومتأصل في الشخصية ولكنه بحاجة إلى تأكيد وترسيخ. وعلى التربية أن تكون شاملة لكل جوانب الشخصية دون أن يطغى جانب على آخر. فعلى المربي تعزيز الإيمانيات التي هي مجموعة من القوى الكامنة في شخصية الفرد, والتي تحركه نحو البحث عما يقربه من الله سبحانه وتعالى, من أجل السمو بالذات الإنسانية والصعود بها في معارج العالم العلوي. بالاضافة الى ذلك فعليه أن يؤكد على أهمية التربية العقلية التي هي عملية إعداد دقيقة للفرد كي يكون سليم التفكير, قادرا على اكتساب مختلف الأفكار والمعارف, وقادرا على بناء منهجية علمية ومنطقية في التفكير. تنمية

الوجدانيات يجب أن يكون لها نصيب في دور المربي, فهي مجموعة القوى التي تتحكم في السلوك الداخلي للإنسان, فتجعله مطمئنا في نفسه وايجابيا مع مختلف المواقف ومع الأشخاص الآخرين. ولا يمكن أن يغفل المربي دوره في التربية الاجتماعية التي تساعد في إعداد الانسان إعدادا اجتماعيا من خلال تقوية وتنمية تلك القوى المسئولة عن جعله إنسانا قادرا على بناء علاقات سوية مع الآخرين, وجعله كذلك متقبلا من قبل الآخرين, وقادرا على الاستقلالية الفردية واتخاذ القرار بجرأة, والانفتاح على الآخر وتقبله. وأخيرا فلا بد للانتباه الى التربية الجسمية التي تعنى بالقوى العضوية في جسم الإنسان والتي تتحكم بآليات الحواس الخمسة المتمثلة بالسمع والبصر واللمس والشم والذوق, مما يضمن دقة في السمع ودقة في البصر وقدرة على التتبع. هذا الفهم الشمولي للتربية هو وحده القادر على اخراج الجيل القرآني القادر على حماية مقدرات الأمة وبناء صرحها المنشود كي تكون عزيزة وقوية وقادرة على الدفاع عن أفرادها ومقدساتها في كل مكان.

 

دمتم للخير مشعلا وللعطاء منارة وللتربية مهدا رائعا

أتمنى لكم كل التوفيق في مسعاكم التربوي العظيم