اسم البرنامج : على بصيرة

اسم الحلقة : الشباب والاغتراب

اسم مقدم البرنامج : أ . د . محمد المجالي

ضيف الحلقة : د . علي جبران

تاريخ البث : 3/5/2011

مدة الحلقة : 54 دقيقة .

 

هذا اللقاء موجود ايضا في ساحة المكتبة الصوتية والمرئية الشباب والاغتراب

 

د . محمد المجالي : بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , وأفضل الصلاة وأتم التسليم على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

وسلام الله عليكم أيها الإخوة أيتها الأخوات ورحمة الله تعالى وبركاته , وحياكم الله في هذه الحلقة الجديدة من برنامج " على بصيرة " تأتيكم على الهواء مباشرة .

يقول ربنا سبحانه وتعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .

وهذه الأخيرة تعنينا بطريقة أو بأخرى في الاعتزاز بهذا الدين والشموخ به والاطمئنان إليه , ويقول ربنا أيضاً سبحانه وتعالى : {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } .

الفرح الحقيقي والاطمئنان الحقيقي تجاه هذا الدين مشاعر معينة تجاه أمتنا , تجاه ديننا , تجاه منهجنا الشباب ما موقعه يا هل ترى , وقد تحدثنا في الحلقة الماضية أيها الأحبة عن الشباب والقدوة الحسنة .

أحببنا ان يكون موضوع حديثنا حول" الشباب والاغتراب " .

ما الذي يدعو هؤلاء الشباب أحياناً إلى أن يكونوا غرباء عن هذا الدين ؟ , إلى أن يتصرفوا ؟ , إلى أن يتشكلوا بطريقةٍ أو بأخرى , بطريقةٍ بعيدةٍ نوعاً ما عن دين الله سبحانه وتعالى فيعتز بطريقة أو بأخرى بغير الله سبحانه وتعالى وبغير منهج الله سبحانه وتعالى .

هذا هو موضوع حلقتنا لهذا اليوم" الشباب والاغتراب " , ويسرنا ويشرفنا للحديث حول هذا الموضوع أن نستضيف الدكتور علي جبران , حياك الله يا دكتور وأهلاً وسهلاً بكم .

د . علي جبران : أهلاً بكم حياك الله .

( يظهر في التقرير لمحة عن الدكتور علي جبران ) .

د . علي جبران

. دكتوراه في الإدارة التربوية من الجامعة الماليزية _ ماليزيا 2004 .

. أستاذ مساعد في كلية التربية ,قسم الإدارة وأًصول التربية , جامعة اليرموك .

. رئيس قسم الدراسات الإسلامية _ التربية الإسلامية سابقاً , كلية الشريعة , جامعة اليرموك .

. مستشار تربوي وإداري في عدد من المراكز والمعاهد التدريسية .

. عضو في عدة مؤسسات تربوية وإدارية محلية وعالمية .

. عمل معدّا لبرامج تطويرية تربوية ومدرباً لها في مجال الإدارة المدرسية والإدارة العامة بالأردن وماليزيا وتركيا وتايلاند ودول الخليج .

من مصنفاته وأبحاثه :

. مؤلف لكتابين في الإدارة والقيادة التربوية والإبداع باللغة الانجليزية وناشر مجموعة من الأبحاث العلمية المحكمة والمقالات التربوية والإدارية المتخصصة باللغتين العربية والانجليزية .

---------------------------------------------------------------------------------------------------

د . محمد المجالي : حياكم الله أحبتي مرةً أخرى وحياك الله دكتور علي جبران .

د . علي جبران : أهلاً بكم .

د . محمد المجالي : وأنا تعمدت أن أبتدئ بهاتين الآيتين حيث يكون الانتماء الحقيقي لهذا الدين في قضية الهوية الإسلامية.

الأن الشباب والاغتراب ماذا تقول سيدي عن مفاهيم الاغتراب كمدخل لحلقتنا هذه لنصل إلى الشباب ومعاناة الشباب وتوجهات الشباب .

علنا ان نصل في هذه الحلقة ان شاء الله إلى شيء من التوجيه حتى نقيم الحجة على أنفسنا وعلى غيرنا .

تفضل دكتور .

د . علي جبران : بسم الله الرحمن الرحيم , وأزكى الصلاة وأتم التسليم على سيد الأنبياء والمرسلين .

د . محمد المجالي : عليه الصلاة والسلام .

د . علي جبران : وعلى آله وصحبه أجمعين, بدايةً كل الشكر والتقدير لهذه القناة الفضائية المحترمة والمقدّرة , والشكر إلى القائمين على هذا البرنامج ولشخصك الكريم دكتور محمد .

د . محمد المجالي : حياك الله .

د . علي جبران : على هذه الاستضافة التي أعتز بها .

د . محمد المجالي : تسلم .

د . علي جبران : نتحدث عن موضوع أنا أعتقد أنه في غاية من الأهمية وهو نستطيع أن نقول موضوع العصف الشباب , الشباب والاغتراب .

الشباب هم عماد الأمة , الشباب هم أمل المستقبل , أنا أدعوهم ليس فقط أنهم جيل المستقبل بل إني أمل أن يكونوا هم قادة المستقبل كما أثبتوا في بعض المواقع هنا وهناك .

يعني نتحدث عن جيل نحن بأمس الحاجة إلى أن نرتقي به , عن جيل نحن بأمس الحاجة أن نرفع من مستواه .

لأنه سيكون رمز عزة الوطن , لأنه سيسعى إلى تحقيق أهداف الوطن , لأنه يسكون له دورٌ بارزٌ خدمةً لأهداف وغايات هذه الأمة العظيمة التي نشرف ونفتخر بالانتماء إليها .

أما الاغتراب .....

فأهنئكم باختيار الموضوع لأنه فعلاً نحن ما نعاني به .

د . محمد المجالي : قبل أن تبدأ بالاغتراب أن الحقيقة أضيف في قضية استوقفتني في إحدى الحلقات ونحن نتحدث عن الشباب .

لماذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

د . علي جبران : صلى الله عليه وسلم .

د . محمد المجالي : و بوجود أبي بكر وعمر ويعني كبار الصحابة يصروا بجيشه الذي أراد أن يرسله إلى الشام أن يكون أمير الجيش من سبعة عشر سنة .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : أسامة .

د . علي جبران : أسامة نعم .

د . محمد المجالي : يعني هذا إذا كان على الهامش قضية كيف هي العناية , يعني هذا الذي تفضلت به ليس من باب الخيال أو من باب المثل العليا أنه من باب صعبٌ تحقيقه لا .

فهي طبّقت في تاريخ أمتنا زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى في زمن الخلفاء الراشدين .

د . علي جبران : صلى الله عليه وسلم , لا شك لا شك بارك الله فيك دكتور .

د . محمد المجالي : أما عملية الاغتراب .

د . علي جبران : لا أنا أؤكد أيضاً على ما تفضلت به الآية الكريمة { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .

الله عز وجل أثبت هذه الآية , هذه القصة عن مجموعة من الشباب تقرأ تلاوةً قرآناً مجيداً إلى يوم القيامة رفعةً لقدر هؤلاء الفتية الذين أمنوا بربهم , والله عز وجل جازاهم وزادهم هدى .

أما الاغتراب كما تفضلت ,الاغتراب عدة أنواع أنا أستطيع أن ربما ألخصها بنوعين :

النوع الأول : الاغتراب الحقيقي ,الاغتراب الحسي , الاغتراب المادي أن يغترب الإنسان فينفلق عن مجتمعه ليس لأجل دراسةٍ مؤقتة لفترةً مؤقتة وليس لأجل عملٍ مؤقت , إنما من باب الهجرة فينسلخ عن مجتمعه ويهاجر إلى الخارج .

لكن أنا اعتقد حديثنا اليوم عن نوع أخر من الاغتراب , وأنا أعتقد أنه أخطر من الاغتراب المادي .

الاغتراب المعنوي : أن يشعر الفرد وخاصةً الشباب وحديثنا اليوم عن الشباب أنه غريبٌ عن مجتمعه , غريبٌ عن دين هذا المجتمع وهذه أخطر مستويات الاغتراب المعنوي .

الاغتراب المشاعري , الاغتراب الوجداني أن يكون غريباً عن الدين لا يشعر بانتماء عميق لهذا الدين , لا يشعر باعتزاز بأنه ينتمي إلى هذا الدين العظيم .

هذه من أخطر معاني الاغتراب .

هناك اغتراب أخر أيضاً معنوي قطعاً هو اغتراب عن عادات وتقاليد هذا المجتمع وعاداتنا ان كانت لا تنتمي إلى الدين لا نعترف بها .

د . محمد المجالي : لا نريدها .

د . علي جبران : إذن نحن نتحدث عن عادات وتقاليد وتراثنا الذي نفتخر به لأنه امتداد لديننا , وأنه مستمد من ديننا .

بعض شبابنا يشعر بشيء من الاستحياء عندما يلتزم ببعض العادات والتقاليد مثل الكرم والشهامة والشجاعة والمروءة والحياء , هذه باتت عند بعض الشباب شيءٌ من الاستحياء .

د . محمد المجالي : طبعاً نقصد الشباب الجنسين هنا.

د . علي جبران : الشباب والشابات قطعاً , لأنه بعض الشابات بعض الفتيات أيضاً يشعرن أن هذه العادات والتقاليد ما عادت تتناسب مع ألفين وإحدى عشر .

د . محمد المجالي : حتى التكسر في الكلام , حتى يعني العربية أصبحت كأنها عيباً .

د . علي جبران : تمام تمام .

د . محمد المجالي : كأنها عيبٌ ,دعني أصححها , كأنها عيبٌ يقترفه أحدنا إذا تكلم على الأقل بلهجة البلد إياها .

د . علي جبران : بالضبط .

د . محمد المجالي : يعني كان التكسر لاحظ في اللباس , لاحظ في الكلام , لاحظ في التصرفات وما أكثر هذه التصرفات في شكل الثياب , في شكل الشعر , في شكل .

يعني كأن حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .

د . علي جبران : صلى الله عليه وسلم .

د . محمد المجالي : " لا تتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع , ولو دخل جحر ضباً لدخلتموه" , يعني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

د . علي جبران : صلى الله عليه وسلم .

د . محمد المجالي : كان الصحابة الكرام طبعاً يعني كأنهم استهولوا هذا الشيء واستغربوه من يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ .

قال : ومن , يعني ومن غيرهم في قضية يعني سبحان الله , لكن في المقابل دكتور وأنت تتحدث عن هذه القضايا هل الميزان هو يعني واقع أمة متغير بأعرافه وتقاليده , أم أنه هناك جذور شرعية مثلاً تشد هؤلاء في قضية الاغتراب وعدمه ؟.

حتى لا نبالغ مثلاً أحياناً يعني حتى أكون معك دقيقاً أحياناً اللباس بعض الناس يركّز على لباس معين كلباسك هذا مثلاً ويخرجك من دائرة الالتزام الديني وأنا ألبس بالمناسبة كلباسك هذا يعني لست أنت فقط .

يعني أيضاً نريد أن يكون هناك شيء من المنطق وشيء من الفهم , كيف نسقط الأمور في واقع , وكيف نفهمها فهماً دقيقاً حتى لا يعني نجور في حكمنا هنا أو هناك ؟ .

د . علي جبران : نعم , هو لا شك مثل ما تفضلت دكتور محمد هناك معايير الشرعية قطعاً مادمنا ندين لهذا الدين إذن هناك معايير شرعية , ماذا يتوافق مع هذا الدين نقبله , وما لا يتوافق معه نرفضه .

نرفضه وبصوتٍ عالٍ , نرفضه وبكل جرأة وبكل صراحة , لكن هناك بعض الأمور لها علاقة بالأعراف , لها علاقة بالعادات ,لها علاقة بالتقاليد .

ان كانت عاداتنا وتقاليدنا مستمدة أيضاً من الدين فنلتزم بها ونريد من شبابنا أيضاً أن يلتزموا بها لأنها رمز من رموز تراثنا ما دامت تتوافق مع الدين , امتداد لحضارتنا مادامت تتوافق مع الدين .

أما ما يتعارض مع ديننا , مثل ما تفضلت بعض اللباس خاصةً لأخواتنا الشابات اللواتي نحن نريد لهن العفاف والستر والحياء .

البنت هي عبارة عن كتلة من الحياء إذا خدش هذا الحياء خدش مستقبلها , فنحن بأمس الحاجة أن ندعوها , وهذه دعوة وهذه رسالة لهن أن يلتزمن بالآداب الإسلامية , بالأخلاق الإسلامية , بل أرفع من ذلك بالذوقيات الإسلامية .

بعض الملابس في هذا العصر ما عادت تتوافق مع ديننا , البنطال والبلوزة القصيرة لا أعتقد أنها تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا ولا تتناسب مع ديننا .

ونقول هذا نوعاً من التقليد , ان كان هذا هو التقليد فهو مرفوض .

د . محمد المجالي : والمصيبة أنها تكون هي لابسة الحجاب يعني الرأس مغطى وكأن العورة عورة المرأة شعرها ! .

هذا المفهوم من أين جاء إلى بناتنا أن لا أقدر ان أفهم عدم المؤاخذة اعذرني على هذا التعبير .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : كأن الحجاب غطاء الشعر , باقي الجسم ما الذي تلبسه سواء ضيق غير ضيق ..... يعني إلى آخره هذه من الأمور حقيقة أنا أحب أن أسمع منك شيئاً في هذا الصدد .

ولا ننسى أيضاً الشباب للأسف الشديد في قضية البنطالات التي عذراً يعني المائلة والساحلة وكذا والى آخره .

د . علي جبران : صحيح .

د . محمد المجالي : بحجة يعني الموضة وغيرها , والموضة أيضاً أين موقعها ؟ , لكن أستأذنك وأستأذن أحبتي بفاصل قصير ثم نعود فابقوا معنا .

( فاصل إعلاني ) .

---------------------------------------------------------------------------------------------------

د . محمد المجالي : حياكم الله أحبتي مرةً أخرى أذكركم بعنوان حلقتنا لهذا اليوم هي " الشباب والاغتراب" وضيفنا هو الدكتور علي جبران , حياك الله دكتور مرة أخرى .

د . علي جبران : أهلاً بك أهلاً .

د . محمد المجالي : يمكنكم أحبتي الكرام أن تتواصلوا معنا في استفساراتكم ومداخلاتكم على الأرقام التي تجدونها على الشاشة بعد قليل .

وأرجو من الإخوة والأخوات أن نتقيد بعنوان حلقتنا بوركتم جميعاً .

كأن عندك شيء لم تتكلم فيه حتى الأن حول موضوع الغربة ؟ .

د . علي جبران : شكراً شكراً دكتور محمد .

د . محمد المجالي : تفضل .

د . علي جبران : يعني الاغتراب مطلوب مننا حقيقة أن نركّز أن كثير من شبابنا أو بعضاً منهم لكن الحقيقة أن هذه شريحة بدأت تزداد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية .

ما عاد يشعر بذاك الانتماء وذاك الارتباط مع المجتمع , والاغتراب يعني أنا دعني أؤكد على شقين :

الشق الأول : زهدي .

والشق الثاني : مجتمعي .

بعض شبابنا يشعر باغتراب مع ذاته, وبالتالي لا يعرف هويته الداخلية , لا يعرف مقدراته , لا يعرف كفاءاته , لا يعرف مهاراته , لا يعرف قدره في هذا المجتمع .

د . محمد المجالي : سبحان الله .

د . علي جبران : الشق الثاني البعض الأخر أيضاً لا يعرف مدى حاجة المجتمع له , وبالتالي يشعر بالانسلاخ .

د . محمد المجالي : ما الذي يوصله إلى هذه المرحلة ؟ .

د . علي جبران : الذي يوصله إلى هذه المرحلة هناك أسباب كثيرة .

د . محمد المجالي : أنا أعجبتني النقطة الأولى حقيقة , يعني كم من الطاقات , كم من الخيرات , كم من يعني يوجد بنية موجودة في ... ولو هي من الفطرة أصلاً التي فطرنا عليها موجودة في كله وفي ذات كل واحدٍ منا .

هذه الغربة ما منشأها دكتور ؟ .

د . علي جبران : هو منشأها عدة أسباب حقيقة , واحدة منها عدم الثقة بالنفس واحدة منها سبب نفسي , نحن لم نستطع بتربيتنا الأسرية والمدرسية حقيقةً وهناك فشلٌ كبير في هذا الجانب .

لم نستطع أن نخرّج شباباً قادرين أن يقولوا أنا , قادرين أن يقولوا أستطيع , قادرين أن يقولوا عندي كفاءة معينة ,قادر ان أخدم أمتي ليس فقط مجتمعي , قادر ان أخدم أمتي بشيءٍ كبيرٍ جداً .

قتل الطموح في نفوس كثير من أفرادنا , والسبب ربما يكون أولاً الأسرة , الأسرة عندما تمارس الكبد , تمارس السيطرة , تمارس السلطة , تحد من الحرية .

د . محمد المجالي : ممكن الأسباب السياسية التي يعيشها العالم العربي الإسلامي في قضية الاستبداد ان جاز التعبير نتشربه بطريقة أو بأخرى فنورثّه إلى أبناءنا وبناتنا أيضاً بطريقة غير مقصودة يعني ما أقصدها لكن هي تبدو علي بشكل أو بأخر .

لكن اعذرني دكتور تجيب بعد أن نأخذ هذا الاتصال من الأخت بيداء من العراق ..... انفصل الخط .

طيب نعود ما رأيك ؟ .

د . علي جبران : فيما يتعلق ؟ .

د . محمد المجالي : يعني هذا التسلط ان جاز التعبير .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : يعني وضع الأمة جميعها .

د . علي جبران : جميل ما تفضلت به عن البعد السياسي لا شك أن له أثر كبير , ويقول علماء النفس في ذلك : أن بعض شبابنا يحاول أن يتقمص الدور السياسي الذي يدور في الوطن العربي بشكلٍ عام أو في العالم بشكل عام .

فالطغيان , والاستبداد السياسي الموجود في بعض الدول لربما يرشح ذلك تقمصاً عند بعض الشباب .

د . محمد المجالي : درينا أم لم ندري , معي الأخت فضيلة من الجزائر تفضلي .

فضيلة : ..............( لا تجيب) .

د . محمد المجالي : أختي فضيلة .

فضيلة : آلو .

د . محمد المجالي : حياكِ الله تفضلي .

فضيلة : ....... آلو السلام عليكم.

د . محمد المجالي : وعليكم السلام.

د . علي جبران : وعليكم السلام .

فضيلة : الأخت فضيلة من الجزائر أشكركم على هذه المواضيع القيمة , وأنا متشجعة دائماً لقناة الرسالة واقرأ وجميع القنوات الإسلامية .

نشكركم على هذا الموضوع أنا معكم في هذا الموضوع أنه كل سلطان غاشم في العالم العربي ككل يعني لو سمحت لي بصراحة أنا أتأسف جداً وأتمنى الشباب الإسلامي يخرج من القلب حتى يظهر في العمل .....

د . محمد المجالي : ان شاء الله بوركت يا أختي , ونسأل الله عز وجل الله لن يدع هذه الأمة هكذا بإذن الله عز وجل مهما اشتد بطش أعداءها عليها , ومهما نالوا من مجاهديها ومن دعاتها ومن المؤمنين فيها .

يعني الاغتراب هذا سيتحول ان شاء الله تعالى إلى نصر مؤزر بإذن الله عز وجل , نحن نعيش غربة , نحن صنعناها بأيدينا ولكن ....

ونسمع ان شاء الله تعليق الدكتور.

أختي بيداء كأنك عدت من العراق ,تفضلي .

بيداء : ...................

د . محمد المجالي : أختي بيداء .

بيداء : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياكِ الله عليكِ السلام ورحمة الله .

بيداء : عندي أمي يعني دائماً شيء لا يحتمل دائماً تدعو علي .

د . محمد المجالي : أعانك الله يا أختي , أسأل الله سبحانه وتعالى أنت كوني مع الله وتسمعي ان شاء الله الإجابة من الدكتور لا أريد أن أخذ الجواب منه .

يوجد شيء أخر , يوجد سؤال محدد أختي ؟ .

بيداء : ..................(انقطع الخط ) .

د . محمد المجالي : يعني دائماً تتصرف وتدعو عليها أمها , يعني بغض النظر شابة أم غير شابة يعني لا نريد أن , ماذا تقول ؟ .

د . علي جبران : يعني ابتداءً الأخت الفاضلة من الجزائر قطعاً الخير في هذه الأمة , ونحن نتحدث عن الاغتراب ,نتحدث عن الآلام التي يمر بها شبابنا , ونتحدث بألم حقيقة في قلوبنا .

لكن لا شك أن هناك إشراق وسنطل على هذه الإشراقة في نهاية أعتقد هذه الحلقة .

د . محمد المجالي : ان شاء الله وسيكون التفاؤل ان شاء الله .

د . علي جبران : بالضبط ,وبالتالي لا شك أننا متفائلون .

د . محمد المجالي : خاصةً الشباب.

د . علي جبران : وخاصةً الشباب ,الشباب فيهم خير كبير جداً وقد أثبتوا حقيقة في الشهور الماضية القليلة الماضية أن لهم دور وأن صوتهم مسموع , وبالتالي الخير في أمة .

د . محمد المجالي : ان شاء الله .

د . علي جبران : إلى يوم القيامة ان شاء الله , أما الأخت الفاضلة بيداء يعني أعانك الله ابتداءً على هذه السلوكيات التي تمري بها .

لكن أنا رسالتي لك ابتداءً أوصيكِ بالأم لأن الأم فوق كل شيء , وعليك ابتداءً أيضاً أن توجهيها , أحياناً نعذر آبائنا نعذر أمهاتنا .

نصيحة أنا ذكرت قبل قليل تسلّط الأسرة أحياناً في تربية أولادنا , لكن حقيقةً في النهاية علينا أن نعذرهم لربما عاشوا في عصر لم يدركوا حقيقة الأساليب الحديثة في التربية .

د . محمد المجالي : حتى لو أخطأت في حقها , حتى لو غلطت عليها , سبتها , أن تدعو عليها يعني هنا المشكلة .

د . علي جبران : نعم , الأم هي التي تدعو عليها , يعني الله عز وجل حكيمٌ وعادلٌ ويستجيب الدعوة التي يستحقها الشخص المدعو عليه , يعني أنا أؤكد على هذه النقطة ابتداءً .

لكن أولاً أرجو ان تبقى نظرتها إلى الأم نظرة كبيرة وكبيرة جداً جداً .

د . محمد المجالي : ان شاء الله .

د . علي جبران : أنا أعتقد أنا تأثرت نفسياً .

د . محمد المجالي : دعها تبحث عن الأسباب .

د . علي جبران : وأيضاً نعم نعم .

د . محمد المجالي : ابحثي عن الأسباب .

د . علي جبران : يعني ابحثي عن الأسباب لربما السبب فيكِ أنت , لربما السبب في الأسرة , ربما السبب في الأب ,ربما السبب في بعض الإخوة والأخوات .

د . محمد المجالي : تعذرها .

نعم اعذريها , ولكن أدعوك يا أخت بيداء أن تعوضِ شيئاً من هذا البؤس بطريقةً ايجابية أخرى .

د . محمد المجالي : أخي دكتور علي يعني لو أردنا أن نتحسس أكثر في الجوانب الاجتماعية وقد تطرقت إليها , والنفسية بالذات في مظاهر الاغتراب .

هل من زيادة على ما تفضلت به ؟ , أم اكتملنا حتى ننتقل إلى .......

د . علي جبران : لا فيما يتعلق بالمظاهر أحسنت يا دكتور محمد يعني المظاهر حقيقة المظاهر كبيرة جداً , مظاهر أنا أعتبرها خطيرة للغاية وهي شقين مثل ما تفضلت : مظاهر اجتماعية , ومظاهر نفسية .

أما الاجتماعية عم الشعور بالانتماء إلى المجتمع , عدم الحفاظ على مكتسبات المجتمع والوطن , عدم الالتزام بقوانين وتعليمات المؤسسة التي أعمل بها ابتداءً ثم المجتمع الذي أعيش به .

د . محمد المجالي : الايجابية .

د . علي جبران : الايجابية قطعاً.

د . محمد المجالي : السلبية الأصل أن نتركها .

د . علي جبران : السلبية نجتنبها ولا نلتزم بها , لكن هناك بعض التعليمات مثلاً قواعد المرور من باب الشعور بالانتماء إلى هذا المجتمع أنا ألتزم بقواعد المرور , أنا أعتبر ......

د . محمد المجالي : والبيئة .

د . علي جبران : نعم والبيئة الحفاظ على البيئة , الحفاظ على النظافة , يعني لازلنا ننظر إلى بعض نوافذ السيارات وهي ترمي ببعض الأوراق .

د . محمد المجالي : أليست قضايا نفسية وتربوية أيضاً ؟ , يعني ما الذي يجعل الشاب أن هكذا بكل بساطة يرمي السيجارة مثلاً أمامه أو مظاهر التدخين مثلاً ..... أن يؤذي من يجلس مثلاً في صالة معينة أو كذا .

وهو يعني تنظر إليه وتقول هذا مائة في المائة يوجد عنده شيء من النقص , بتصرفاته .

د . علي جبران : صحيح .

د . محمد المجالي : طبعاً يعذرونا الإخوة والأخوات المدخنين نحن نتحدث يعني في بعض مظاهر الشباب وشكله يدل على يعني.....ما أعرف هل هذا صحيح أنه يوجد نقص مثلاً أحياناً ممكن أن يكون عنده , ويريد أن يعبّر , يظهر ذاته في بعض التصرفات ؟ هكذا .

د . علي جبران : نعم نعم يعني قبل علماء النفس لهم دور الحقيقة ولهم قول في ذلك , هي عقدة نفسية أحياناً , هي عدم الثقة بالنفس أحياناً , هي شعور بأنه المجتمع لم يقدّم لي شيء فيكيف أنا أقدّم له ؟ .

الحقيقة أن هذه معادلة صعبة ,صعبة لأنه يعني يجب ان يشعر الشباب بأنهم كما يقدّمون للمجتمع , المجتمع يقدّم لهم.

لكن أنا أقول هناك مظلة أخرى وهي مظلة الدين , سبب من الأسباب عدم الانتماء للمجتمع وللأمة وللمعاني الأخلاقية والأدبية والذوقية .

الابتعاد عن القيم الإسلامية , الابتعاد , أو ابتداءً عدم الالتزام بالدين الالتزام الحقيقي والصحيح , عدم الالتزام بمنظومة القيم والأخلاق المطلوبة من شبابنا ان يلتزموا بها , كل هذه الأسباب .

د . محمد المجالي : ما الذي يجعلهم مبتعدين , دكتور دعنا نتحسس بالمشكلة بصراحة .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : دين هذا دين رب العالمين , قرآن يدعوك ليلاً نهار صلاة ينادي المنادي " الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة , حي على الفلاح " هو في عالمٍ أخر .

ما الذي يعين , عدا عن الغواية وعدا عن ..... لكن دعنا دكتور نتحسس بعض مشكلات الشباب في هذا الصدد .

ما الذي يدهوه إلى أن يخالف أهله, يخالف مجتمعه , يخالف تقاليد وهي طبعاً إسلامية وكذا , ما الذي يجعله بهذه الصورة دكتور ؟ .

د . علي جبران : يعني حقيقة يمكن ان يكون هناك عدة أسباب , السبب الأول أنا عادةً .......

د . محمد المجالي : ممكن قبل ان تجيب دكتور كون الاتصال أتى الأن يعني قبل الإجابة , أختي آلاء تفضلي .

آلاء : آلو السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياكِ الله وعليك السلام .

آلاء : دكتور علي .

د . علي جبران : نعم .

آلاء : دكتور علي أنا طالبة من طالباتك في جامعة اليرموك آلاء فخوري .

د . علي جبران : أهلاً وسهلاً .

آلاء : بصراحة أنا أحب أني أن أقول أنك أنت دكتور متميز جداً لأنني فرحت برؤيتك على قناة الرسالة وياليت أن لا تكون هذه الاستضافة الوحيدة التي تستضيفوا فيها دكتور علي .

بصراحة دكتور علي جبران هو من الدكاترة المميزين جداً في جامعة اليرموك .

د . محمد المجالي : بارك الله فيكِ , الله يجزيك الخير , هل من سؤال آلاء .

آلاء : فقط أنا أحببت أني أسلّم عليك وأن أحكي .

د . محمد المجالي : بارك الله فيكِ , الله يجزيك الخير ان شاء الله .

آلاء : وفرحت بك جداً وأحببتك وأحببت أن لا تكون هذه الاستضافة الوحيدة التي تكون فيها على قناة الرسالة ان شاء الله .

د . محمد المجالي : بوركتِ ,بوركتِ , تفضل يا دكتور .

د . علي جبران : شكراً يا أخت آلاء يعني على هذه المشاعر ونحن فخورون بطلابنا الملتزمين .

د . محمد المجالي : فخورون فخورون( يضحك ) .

د . علي جبران : ( يضحك ) نحن فخورون حقيقة بالطلبة الملتزمين الطلبة الذين يلتزمون منظومة القيم والأخلاق .

إذن عندما نتحدث عن الأسباب نعود دائماً إلى الأسرة حقيقة وأنا أحمّل دائماً الأسرة المسؤولية الكبرى قبل المدرسة .

لأن كما يقول علماء النفس : الطفل كينونته جميعاً جميع جوانب شخصيته الإنسانية من إيمانية , لعقلية , لوجدانية , لاجتماعية ,لجسمية , الجوانب الشخصية جميعاً أساسها تتشكل في الأسرة .

وبالتالي الأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة جداً آبائنا وأمهاتنا عادةً ما ينتبهوا إلى التربية الجسمية , عادةً ما ينتبهوا إلى أكلت , شربت , كأنك نعسان اذهب ونام .

لكن قل ما تكون التوجيهات هي توجيهات دينية , لذلك هذا الضعف ضعف التوجيه الديني في الأسرة أدى إلى عدم التزام الشباب بالقيم والآداب الاجتماعية بشكل عام .

د . محمد المجالي : طيب دكتور أحياناً يخرج من الأسرة المسلمة الملتزمة شبابٌ وشابات غير ملتزمون , والعكس صحيح.

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : أسر لربما غاطسة واقعة حتى يعني النخاع ان جاز التعبير في الضلال في إلى أخره , سبحان الله لا اله إلا الله وردٌ بين شوك كما يقال .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : أيضاً هذه هل تردها إلى شيء ؟ , هل ؟ .

لكن بعد ان أخذ هذا الاتصال.....ليمان من لبنان تفضلي .

ليمان : آلو السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياكِ الله وعليكم السلام .

ليمان : لو سمحت أنا لي طلب أنا تقدم إلي شخص وكان صعب جداً أن أخذه , ..... هل تسمعني ؟ .

د . محمد المجالي : أسمعك تفضلي .

ليمان : فنذرت نذر وبعدها عرفت أنه لا يجوز أن أنذر نذراً , نذرت نذر أن أصوم مائة يوم .

د . محمد المجالي : فقط ! ( يضحك) .

د . علي جبران : ( يضحك ) .

د . محمد المجالي : فقط مائة يوم

ليمان : نعم , فالآن ان شاء الله يرزق أولادك أنا حامل , فأريد أن أسألك هل يجوز ان أدفعهم مالاً ؟ .

د . محمد المجالي : وان كان ليس موضوع حلقتنا أختي وأرجو من الجميع حقيقة أن نتقيد بعنوان حلقتنا .

بالمناسبة قناة الرسالة الرائعة في قضية تنّوع برامجها هناك برامج في الفتوى يمكن حقيقة التوجه إلى السادة العلماء المتخصصين في موضوع الفتوى بارك الله فيكِ .

معنا أيضاً الأخ محمد من المغرب تفضل .

محمد : ...............

د . محمد المجالي : أخي محمد .

محمد : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياك الله عليك السلام ورحمة الله .

محمد : .....آلو .

د . محمد المجالي : تفضل أسمعك .

محمد : أخي نشكركم على هذا البرنامج جزيل الشكر .

د . محمد المجالي : بوركت .

محمد : لدي سؤال .

د . محمد المجالي : في موضوع الحلقة ؟ .

محمد : نعم .

د . محمد المجالي : تفضل .

محمد : شبابنا بأمس حاجة إلى..... آلو .

د . محمد المجالي : أسمعك تفضل يا أخي .

محمد : أقول شبابنا بأمس الحاجة إلى توجيهات دينية يعني في الجامعات , يعني يوجد بعض الشباب في أمتنا يعني لا يعرفون تقاليدهم لا يعرفون بأن تقاليد ......

د . محمد المجالي : الدين والتقاليد والعادات والمروءة والى آخره , هل من سؤال ؟ .

محمد : نعم , لا يعرفون ما يتوافق مع ديننا الحنيف وماذا يوافق , وشكراً .

د . محمد المجالي : نعم بوركت أخي محمد وهذا يصب مباشرة في موضوع حلقتنا .

د . علي جبران : صحيح .

د . محمد المجالي : يعني ما الذي يجعل هؤلاء , طبعاً أنت ذكرت الأسرة قطعاً ستذكر المدرسة وستذكر الإعلام وستذكر المسجد .

والمسؤولية كلها حقيقة مشتركة في وجه غزو ثقافي تشكل في أكثر من صنف وأكثر من نوع أحدها ما يسمى بالتغريب الذي نحن نتحدث عنه الأن.

د . علي جبران : بالضبط .

د . محمد المجالي : تفضل دكتور .

د . علي جبران : ما تفضلت به مؤخراً دكتور محمد حول ممكن أن يكون شباب وردة في شوك أو العكس والعكس صحيح .

لماذا ؟ .

لأن الشاب تتجاذبه عدة مؤثرات ربما تكون الأسرة مؤثر ومؤثر كبير جداً , هناك وسائل أخرى , هناك أمواج أخرى تظلم أيضاً هذا الشاب منها المدرسة , منها ما يسميها علماء النفس الشلة أيضاً شلة الرفاق مجموعة الصحبة ,الصحبة يمكن أن .

د . محمد المجالي : الصاحب ساحب .

د . علي جبران : الصاحب ساحب نعم وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : " المرء على دين خليله فلينظر " , هذا أمرٌ نبوي كريم , " فلينظر أحدكم من يخالل " .

لربما تكون البيت عبارة عن ورود أب رائع تربوياً, وأم ممتازة تربوياً , لكنه لم ينتبهوا إلى مسألة واحدة تكون هي سبب الانحدار .

وهي الصحبة , رفقتهم , هذا سبب من الأسباب .

ربما سبب أخر الفضائيات وربما نتحدث عن دورها حقيقة هناك دور لبعض طبعاً لبعض الفضائيات أنا أسميها مبرمجة , أنا أسميها ممنهجة , أنا أسميها هي تمارس التغريب والعولمة والفساد والإفساد بطريقةٍ ممنهجة .

إذن كيف يعقل لأبٍ تربوياً ممتاز ,وأمٌ حريصة على تربية أولادها , لكن الستلايت ( اللاقط الصناعي ) في البيت فيه أربعمائة قناة وخمسمائة قناة , وفي البيت شباب وصبايا أيضاً فتيات وشابات .

إذن على الأب والأم أن يكون حريصاً أيضاً على مسألة ماذا يشاهد ابني , ما هي .....

د . محمد المجالي : أصحب الفساد أو جزء من الفساد دكتور أليسوا يقولوا أحياناً معلومة للدين بالضرورة والى أخره .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : أو يعني مما يعني غلبت هذه الأشياء , يعني أنت الأن عندما كنت ترى صورة معينة مثلاً أعوذ بالله من الشيطان ,. لا حول ولا قوة إلا بالله , وكذا يعني .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : الأن أصبحت يعني إذا فتحت أي شيء في الانترنت تجد أمامك كذا .

د . علي جبران : صحيح .

د . محمد المجالي : هل يؤدي هذا مع مرور الزمن إلى انحصار يعين الغيرة مثلاً , عدم وجود شيء يعني نوع من التأهب أكثر في قضية المحافظة كيف .

يعني هذه أساليب تحث ذاتها .

د . علي جبران : جميل .

د . محمد المجالي : لكن كيف نوظفها ايجابياً دكتور ؟ .

د . علي جبران : نعم , تمام يعني ما تفضلت به أيضاً أنا لا أعتقد أنها فقط تغّيب الغيرة , إنما ربما تغّيب الهوية ,ونحن نتحدث عن الاغتراب اغتراب الهوية , يعني شبابنا كثيرٌ منهم يشعر بانتماء لهوية الدين ونحن نفتخر .

يعني أحدهم جاء من الغرب فجادلته فناقشته , قال : هناك تكنولوجيا وهناك تقدم , وهناك العلم , وهناك الانترنت ,وهناك الدقة في المواعيد .

قلت له : هل تسمع آذان الفجر ؟ .

قال : لا , ممنوع عندنا .

قلت له : نحن نفتخر أننا نستيقظ بآذان الفجر , هناك في مجتمعاتنا شباب من هذا النوع لا يشعر بانتمائه بهوية الدين رغم أننا نفتخر بأن هويتنا الدينية هي امتداد لعهد النبوات جميعاً .

د . محمد المجالي : بارك الله فيك, وان شاء الله يعني نتحدث بالتفصيل بعد فاصل قصير , أستأذنكم أحبتي بفاصل قصير ثم نعود فأبقوا معنا .

( فاصل) .

---------------------------------------------------------------------------------------------------

د . محمد المجالي : حياكم الله أحبتي مرةً أخرى في حلقتنا هذه من برنامج " على بصيرة " التي تأتيكم على الهواء مباشرة والتي خصصناها للحديث حول " الشباب والاغتراب " .

دكتور علي جبران ضيفنا حياك الله دكتور مرة أخرى .

د . علي جبران : أهلاً وسهلاً .

د . محمد المجالي : تكيف الشباب مع مجتمعاتهم أحياناً فيه نوع من الصعوبة بطريقة أو بأخرى , هل لهذا علاقة بموضوع العولمة مثلاً .

أم هو الاغتراب يعني الطارد لهم كلياً عن يعني سواءً لدينهم على وجه التحديد أو لكن اعذرني أسمع الإجابة بعد اتصال.

هل من اتصال يا إخوة ؟ ( يسأل الكنترول) .

أختي أم فضيل تفضلي من الجزائر .

أم فضيل : ...........

د . محمد المجالي : أختي أم فضيل.

أم فضيل : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياكِ الله وعليكم السلام .

أم فضيل : أم فضيل من الجزائر .

د . محمد المجالي : أهلاً وسهلاً.

أم فضيل : أردت أن أؤكد دكتور أن سبب من الأسباب يعني كانت في تكييف هذه الشباب هي الرسالة المسجدية , يعني أن المسجد يجب أن يغيّر من اجتهاده ليس اجتهاد فقهي فقط ولكن اجتهاد يكون تغييري ايجابي .

ويوجّه الشباب نحو حبهم لدينهم ,وهذا يعني يعتبر من التغير الايجابي , ويجب أن يكون التغيير لهؤلاء الشباب حتى يكونوا خير خلف لخير فجر , وشكراً .

د . محمد المجالي : بارك الله فيكِ , في الحقيقة رسالة المسجد يا حبذا لو يكون نوع من الحديث عنها .

د . علي جبران : جميل .

د . محمد المجالي : معي أبو رائد أيضاً من الأردن .

أبو رائد : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياك الله وعليك السلام .

أبو رائد : تحياتي لك وللدكتور علي جبران .

د . محمد المجالي : حياك الله يا أخي .

أبو رائد : حقيقة الاغتراب باب واسع جداً لكن يوجد نقطة أحب أن ألفت انتباهكم , قضية الأسرة والأب .

يعني الأب يفترض مع رغم مشاغله وهمه أن يكون على الأقل ولو بمعدل كل أسبوع أو أسبوعين لقاء مع الأسرة حتى أنه يشعر أنه على قرب من أبناءه وبناته ينبههم إلى الأخطاء التي يقع فيها الآخرين دائماً يكون الموجّه , دائماً يكون المرشد إليهم .

هذه حقيقة الأمر يعني الآباء انشغلوا هذه الأيام فالأبناء لا يلتقون مع آباءهم ولا مع أمهاتهم يجلسوا يصارحوهم بهمومهم ومشاكلهم يجذبوهم إلى الواقع الصحيح .

فهم بطبيعة الحال أن يخرجوا إلى الخارج , مثل ما تفضل الدكتور علي " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

يخرج هذا الشاب فيلتقي مع شباب يفسدوه وبالتالي يخرج من الإطار الذي من خلاله العائلة بقيمها وبآدابها وبسلوكها الديني.

فأنت طبعاً طرحت والأستاذ الفاضل أنه يعني تستغرب مثلاً الأسرة محافظة يخرج منها شباب منحرفين , وبالمقابل يوجد شباب من أسر ليست ملتزمة تجد فيهم خير .

د . محمد المجالي : بارك الله فيك.

أبو رائد : حقيقة الأمر الأسرة تلعب دور أساسي في هذا الموضوع .

د . محمد المجالي : بوركت يا أخي, بوركت أخي , ما ردك ؟ .

د . علي جبران : شكراً أولاً الأخت أم فضيل حقيقةً نعم ذكرت .

د . محمد المجالي : المسجد .

د . علي جبران : المسجد ورسالة المسجد ونحن لا نغفل أبداً عن رسالة المسجد لأنها عظيمة حقيقةً , لكن كنا نتدرج عندما تحدثنا عن الأسرة ونحمّل الأسرة مسؤولية كبيرة جداً .

د . محمد المجالي : وكلام الأخ أبو رائد .

د . علي جبران : وكلام نعم الأستاذ الفاضل أبو رائد في موضوع دور الأب التوجيهي , دور الأب الإرشادي , ما عدنا بحاجة إلى الأب الذي يأتي بالمئونة الاقتصادية والمعيشية للبيت فحسب .

إنما هو له دور توجيهي أن يستمع لأولاده أن يوجه أولاده , ما تفضل به بالفكرة رائعة جداً أن يكون جلسة أسبوعية .

وهذه رسالة نوجهها إلى جميع الأسر حقيقة أن تكون هناك جلسة أسرية اجتماعية , وجدانية , فكرية , إيمانية قبل كل شيء .

أن نستطيع أن نحفظ ونصون شبابنا من أي انحراف في المستقبل إذا نشأت في أسرة تربوية بهذا الشكل .

د . محمد المجالي : ان شاء الله .

د . علي جبران : قبل .....

د . محمد المجالي : والمسجد .

د . علي جبران : لا شك أن المسجد له دورٌ بالغ و دورٌ كبير جداً .

د . محمد المجالي : يعني اللغة التقليدية .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : ان يعيش الإمام أو الخطيب في واد والمجتمع في وادٍ أخر .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : فهذا الذي لأجله الناس نيام , وأبعد ما يكونوا ان يتفاعلوا مع الخطباء .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : يعني أن تخصص يعني ولو كلمات ولو فقرات مثلاً في قضية الشباب على وجه التحديد .

لكن معي اتصال أخي محمد من عمان تفضل .

محمد : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياك الله وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .

محمد : أسعد الله مسائكم يا دكتور.

د . محمد المجالي : حياك الله يا أخي وعليك السلام .

محمد : كيف الحال ؟.

د . محمد المجالي : الحمد لله .

محمد : كيف حالك يا دكتور علي ؟ .

د . علي جبران : حياك الله أهلاً فيك .

محمد : كيف الحال دكتور .

د . علي جبران : حياكم الله تفضل.

محمد : كيف الصحة ؟ .

د . علي جبران : أهلاً بك .

د . محمد المجالي : تفضل يا أخي .

محمد : معك أحد الطلبة العمانيين.

د . محمد المجالي : تفضل ....تفضل .

محمد : دكتور عندي سؤال بخصوص الاغتراب... وسؤالي ما هي الأسباب التي تدفع بعض الشباب والشابات إلى التخلي عن عاداتها وتقاليدها الإسلامية ؟ .

والتوجه نحو العادات الغربية التي دخلت إلى قيمنا الإسلامية الكريمة ؟ .

ولكم جزيل الشكر .

د . محمد المجالي : بوركت أخي بوركت , ومعي أم عبد العزيز ! .

عفواً من معي ؟ ( يسأل الكنترول )أم عبد العزيز تفضلي أختي من السعودية تفضلي .

أم عبد العزيز : آلو السلام عليكم.

د . محمد المجالي : حياكم الله وعليكم السلام .

أم عبد العزيز : الله يعطيكم العافية ان شاء الله .

د . محمد المجالي : ويعافيك .

أم عبد العزيز : عندي سؤال بالنسبة لموضوع الحلقة عندي أخ عمره سبعة شعر عاماً بالنسبة ..................( الصوت يتقطع )

د . محمد المجالي : الصوت غير واضح .

أم عبد العزيز : ............

د . محمد المجالي : أختي أم عبد العزيز الصوت عندنا غير واضح إذا أمكن أن تعيدي الاتصال مرة أخرى بمنطقة أكثر ,تأكدي من الإرسال إذا كنتِ تتكلمِ من الموبايل أو شيء بارك الله فيكِ .

ما سمعنا شيء يعني أكثر من أنه أخيك وسبعة عشر سنة , الله يجزيك الخير وبارك الله لك فيه .

بماذا تجيب .

د . علي جبران : رسالة المسجد نعود مرة أخرى ما تفضلت به .

د . محمد المجالي : باختصار .

د . محمد المجالي : باختصار نعم حول الخطباء قطعاً نحن لا نقلل من شأن خطباءنا ولا مدرسنا ولا أئمتنا , لكن ما تفضلت به هو عين الصواب نحن بحاجة إلى خطاب ديني لكنه عصري لكنه قريب من المجتمع مرتبط بالواقع .

ما عدنا بحاجة إلى أن نسمع خطبةً لا علاقة لها بالواقع , ربما هذا الموضوع يصلح لأن يكون درساً في المسجد , نحن بحاجة إلى خطاب لشبابنا نوجّه منابرنا لأن نخاطب الشباب باهتماماتهم , بخصائصهم , بأدوارهم لكي نحث هذا الجيل الواعد أن يكون له دورٌ ودورٌ كبير , كبير جداً .

ما تفضل به الأخ محمد من عمان عن أسباب الاغتراب ,أعتقد أنه انبهار وتحدثنا عن هذه المسألة هو نوعٌ من الانبهار بالغرب طيب لماذا هذا الانبهار بالغرب ؟ .

لأنه لم يشعر بعظمة الدين الذي يلتزم به , وعظمة الأمة التي ينتمي إليها , إذن نحن بحاجة إلى تعظيم وتعزيز وتأكيد روح الانتماء ليس فقط لمجتمع مع أننا نفتخر إليه , ليس فقط بالوطن ونفتخر بالانتماء إلى الوطن .

إنما نحن بحاجة إلى أن نوسّع هذه الدائرة أن ننتمي إلى الأمة .

د . محمد المجالي : هل يعني قبل أن ننتقل إلى الأخت أم عبد العزيز يعني عادت لنا , هل لهذا علاقة ضعف الأمة الإسلامية أنها مقلّدة وأنها .

وهناك التقدم , هل هذا الانبهار الذي تفضلت به ,هل هو مدعاة حقيقية لانحراف والاغتراب بدل الإصلاح وان يكون هذا عبادة نرتقي بها عند الله سبحانه وتعالى ؟ .

لكن نسمعها دكتور بعد ان نأخذ هذا الاتصال أختي أم عبد العزيز حياك الله مرة أخرى , تفضلي .

أم عبد العزيز : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : حياكِ الله وعليكِ السلام .

أم عبد العزيز : أنا أكمل دكتور ,أنا أخي عمره سبعة عشر سنة من الشباب الذي كانوا معارضين في تقليده لباس الغرب ,فجأة يتقيد لكن لا أراه إلى عاد من ثاني وثالث .

فجأة مرة ثانية يعود ثانياً لهذا الوضع , فأنا فقط أريد إجابة عن كيفية الحل مع أخي ؟ .

د . محمد المجالي : يعني عفواً ,يعني هو يعود مثلاً ثم يعود مرة أخرى إلى عاداته السابقة وهكذا .

أم عبد العزيز : بالضبط .

د . محمد المجالي : نعم السؤال الثاني .

أم عبد العزيز : يعني ممكن أن يوجد تأثير خارجي احتمال .

د . محمد المجالي : بحثتم عن السبب , بحثتم عن الصحبة ؟ .

أم عبد العزيز : هو عنده عدة مجموعات من الأصحاب فحينما يكون مع المجموعة الصالحة يتأثر , والمجموعة الأخرى لما يتأثر فيها , يعني متنازع فكرياً نوعاً ما.

د . محمد المجالي : بارك الله فيك.

أم عبد العزيز : رغم ان أخلاقياته جداً ممتازة في البيت .

د . محمد المجالي : ان شاء الله ,السؤال الثاني .

أم عبد العزيز : يعني أريد حل لهذا الموضوع , ونفس الشيء بالنسبة للسيارة , السؤال الثاني أريد يعني كيف نحن ممكن ان نساعد الشعب على تحسين مساره ؟ .

د . محمد المجالي : بارك الله فيكِ , بارك الله فيكِ أختي , أسأل الله سبحانه وتعالى لكِ التوفيق والهداية لأخيكِ .

أختي ندى من الأردن تفضلي .

ندى : السلام عليكم .

د . محمد المجالي : وعليكم السلام ورحمة الله .

د . علي جبران : وعليكم السلام .

ندى : أنا ندى شفناق اقتصاد المسارات الإسلامية في جامعة اليرموك .

د . محمد المجالي : أهلاً وسهلاً.

ندى : الحقيقة دكتور علي مميز جداً , وأريد أن أسال دكتور علي عن رأيه .

دكتور ما رأيك بالشباب المغتربون للدارسة ويبقون في بلاد الغربة ولا يعودوا إلى مجتمعنا هذا وبلادنا لكي يفيدونا بالعلم الذي اكتسبوه .

د . محمد المجالي : بارك الله فيك.

ندى : وشكراً .

د . محمد المجالي : حياك الله .

د . علي جبران : بسم الله الرحمن الرحيم , أول ما تفضلت به أيضاً سأعود إليه وهو ضعف الأمة هو سبب من الأسباب لكنه لا يمكن أن يكون سبباً منطقياً الأمة ضعيفة نعم .

لكنها أنا أوجّه رسالة إلى الشباب أقول لكم :الأمة قويةٌ بمبادئها , الأمة قويٌ بقرآنها , و الأمة قويةٌ بهذه الرسالة التي نحملها .

د . محمد المجالي : نعم يعني جسمك مريض , جسمك مريض .

د . علي جبران : بالضبط .

د . محمد المجالي : تدع الجسم هكذا يمرض والى أن يموت .

د . علي جبران : لا يمكن .

د . محمد المجالي : وتنبهر تصف في الأخر بما فيه من روعة وتترك جسمك ! .

د . علي جبران : بالضبط أنا أقول أن الأمة تمر بحياة موجية , موجتنا موجة هذه الأمة الأن موجة منخفضة , لكن أبشركم أيها الشباب .

د . محمد المجالي : هي صاعدة الأن.

د . علي جبران : هي صاعدة وتصعد وبدأت تصعد ان شاء الله وصعودها كبير وكبير جداً جداً , أؤكد أنا يعني صحيح أن هناك ضعف في هذه الأمة لكن أيها الشباب فليكن لكم هذا الدور في تقوية هذه الأمة .

د . محمد المجالي : وهو بارز الأن.

د . علي جبران : وهو بارز وبارز جداً في مجتمعاتنا كما رأيناها في بعض الدول , أثبت الشباب أنهم قادرون على أن يعلوا أصواتهم , أثبتوا على أنهم .....

د . محمد المجالي : بالحكمة طبعاً.

د . علي جبران : بالحكمة , بالحكمة والتعالم بروية والهدوء , نحن لسنا مع العنف ولسنا مع تلك الأساليب التي يرفضها الإسلام , نحن مع الهدوء مع المرونة مع الحكمة مع العقلانية .

وبالتالي دور الشباب في ضعف الأمة دورهم أكبر منها ان كانت قوية .

د . محمد المجالي : بارك الله فيك دكتور .

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : الأخت أم عبد العزيز تشكو تصرف يعني .

د . علي جبران : يعني ان وصلني السؤال بطريقة دقيقة يعني أخوها يلتزم بالدين فيعود .

د . محمد المجالي : ويتأثر بالصحبة .

د . علي جبران : يتأثر بالصحبة ,أولاً الرسالة التي أوجهها لك .

د . محمد المجالي : وتحدثنا عنها.

د . علي جبران : نعم , أختنا الفاضلة أخت أم عبد العزيز أرجو أن لا تيأسِ أبداً هذه نزوات الشباب , وأخوكِ في سن المراهقة .

فترة المراهقة فترة متذبذبة جداً, هذا التذبذب حقيقة , هذا التذبذب يبرره علماء النفس , لكن أرجو أن لا تملي من النصح , و الإرشاد والتوجيه , والبحث عن الأسباب .

إذا عرفنا السبب نستطيع أن نعالج المشكلة , ربما السبب بعض الأصحاب تنبهي لذلك , ربما السبب الفضائيات التي يشاهدها, ربما السبب عدم التزامه الديني , ربما السبب الانترنت .

د . محمد المجالي : الوازع الديني.

د . علي جبران : ضعف الوازع الديني إذن المطلوب مننا نحن ان نقوي هذا الوازع الديني , السؤال الأخر أعتقد حول الشباب وتحديد المسار ؟ .

د . محمد المجالي : نعم .

د . علي جبران : حقيقة هذا سؤال مهم ومهم جداً علينا أن نساعد شبابنا , شبابنا فيهم شيء من الطيش فيهم شيء من التصرفات ربما اللاواعية اللاعقلانية , لأنهم في هذه المرحلة المتذبذبة مرة أخرى ونؤكد على ذلك .

يأتي دورنا نحن الآباء والأمهات والمربون في محاولة تحديد مسارهم .

د . محمد المجالي : الهوى العمرية دكتور تلعب دوراً ؟ .

د . علي جبران : الهوى العمرية طبعاً.

د . محمد المجالي : سواءً في البيت بين الأب والأم من ناحية , وبين والابن والبنت من ناحية أخرى .

د . علي جبران : لا لا إذا ............

د . محمد المجالي : المدرس , يعني أحياناً الأمور يا دكتور أنا كمدّرس وأنت كمدّرس إلى أخره , يعني كيف نصل إلى عقولهم يعني إلى تفكيرهم .

يعني هل المطلوب بصراحة أن مثلاً ينزل أحدنا إلى مستواه فنعد هذا تواضعاً , أم أنه هناك شعوراً أخر أنا يسيطر علي أريد أن يرتقي , عفواً ليس مدحاً لنا وذماً لهم .

د . علي جبران : نعم نعم .

د . محمد المجالي : يعني نسأل الله العفو والعافية كلٌ أدرى بذنبه وبحاله , ما رأيك دكتور ؟ .

د . علي جبران : سؤال جميل , فيما يتعلق بالعلاقة الأب والأم والأولاد لا يمكن أن تكون الهوى العمرية سبباً , لا يمكن أبداً .

وحتى مع المعلم لأنه يجب على المعلم أن ينزل نعم إلى هذا المستوى , ليس ينزل بمستواه كي يخفض من مستوى الأولاد ,إنما لكي يرفعهم إلى المستوى الذين هم فيه .

الأب والأم لا يمكن أن يقبل منهم أن يقولوا هؤلاء صغار كيف ممكن أن أتماشى معهم , لا نريد أن نتصادم مع أولادنا الصبيان كي أستطيع أن أؤثر فيهم .

إذن أعود إلى تحديد المسار , نحن بأمس الحاجة أن نحدد مسار أولادنا هناك غياب رؤية , شبابنا لا رؤية لهم , شبابنا لا غايات بعيدة لهم نسألهم إلى أن تريد أن تصل ؟ .

وربما أقصى ما يريد أن يقوله علي أن أنهي شهادة البكالوريوس , هذا لا يكفي نريدك أن تكون طموحاً .

عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه , عندما يقول : ان لي نفساً توّاقا تاقت إلى الإمارة فنالتها , وتاقت للخلافة فنالتها , وأنا الأن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها .

طموحاً عالٍ , وبالتالي .

د . محمد المجالي : ليست أحلاماً فقط .

د . علي جبران : ليست أحلاماً ,ولكن حققها حققها جميعاً وبقت الجنة ونسأل الله عز وجل أن ينالها عمر بن عبد العزيز .

إذن علينا أن نحدد مسار أولادنا ,نعظّم من أهدافهم بالتعامل معهم , باحترامهم , بتقديريهم .

لو أكدت قليلاً على دور المدرسة , دور المدرسة كبير جداً يبدأ من المعلم وأنا أحملّ المعلم الحقيقة المسؤولية بعد الأسرة إلى مؤسساتنا التربوية .

علينا احترام الشباب , علينا تقدير الشباب , علينا مراعاة حاجات الشباب , أن نتلمس هذه الحاجة .

واحدة من حاجاتهم التقدير , واحدة من حاجاتهم التعزيز , واحدة من حاجاتهم الشعور بالانتماء , واحدة من حاجاتهم الشعور بالانجاز , هناك إشكالية كبيرة عند شبابنا أنهم يشعرون بالعجز .

وأنا أقول لهم مقولة الشافعي التي تكتب بماء الذهب , عندما يقول : همتي همة ملوك , ونفسي نفس حرٍ ترى المذلة كفراً .

أيها الشباب نريد من همتكم ان تكون مثل همة الملوك مثل همة الشافعي رضي الله عنه وأرضاه , وأن تروا المذلة ليست مجرد إذلال وليس مجرد خضوع ثم أرفع رأسي بعدها ...لا .

إنما الذل هو كفرٌ عند الشافعي وأريده ان يكون عندكم كذلك فأشعروا بالعزة لأنكم أعزاء , فاشعروا بالروعة لأنكم رائعين ,واشعروا بالطموح لأنكم طموحون .

د . محمد المجالي : يا سلام .

د . علي جبران : واشعروا بالعظمة لأنكم والله عظماء عند الله , يكفي أنكم تحملون كلام الله عز وجل في صدوركم .

د . محمد المجالي : كن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا .

فيا أوكل أمرٍ إذا فطنت له فاربأ لنفسك أن ترعى مع الهمل.

د . علي جبران : نعم .

د . محمد المجالي : طيب دكتور يعني ونحن نلملم الأوراق حقيقةً في أخر دقائق هذه الحلقة , وأسال الله عز وجل ان نكون قد وفقنا فيها .

يعني مشاريع تعزيز الانتماء دكتور, يعني دعنا في هذه الدقيقة الدقيقتين كتوجيهات يعني لهؤلاء الشباب الذين يجدون في أنفسهم أحياناً غربةً يجدونً نقصاً .

يعني عبارات أريدها نفسية روحانية تربوية توجيهية من الدكتور علي جبران حياك الله .

د . علي جبران : ان شاء الله لكن نسيت سؤال الأخت ندى على السريع هو في الاغتراب الحقيقي نحن موضوعنا عن اغتراب الهوية .

رسالتي أولئك الذين أيضاً يغتربون لأنهم شعروا بضعف الانتماء للمجتمع عليهم أن يعودوا قطعاً , عليهم أن يشعروا بهذا الانتماء الحقيقي .

مشاريع النهضة , مشاريع تعزيز الانتماء هي مشاريع كبيرة جداً أيضاً نبدأها بالأسرة ونبدأها , للأسرة دورٌ في تعزيز هذا الانتماء أن يتحدثوا مع أولادهم , المجتمع علينا أن نعزز حب الوطن وحب المجتمع وحب الأمة في نفوس أولادنا .

المدرسة هناك برامج كثيرة حقيقة جداً واحدها منها برامج " إعداد القادة " علينا أن نطرح برامج لإعداد الشباب .

د . محمد المجالي : وموجود على قناة " الرسالة " .

د . علي جبران : وموجودة حقيقة كثيراً , و رسالتي إلى الشباب أن يعدوا أنفسهم في هذا المجال .

د . محمد المجالي : بارك الله فيك دكتور وأحسن الله إليك , وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيك عنا خير الجزاء .

وأشكركم أحبتي الكرام على حسن المتابعة وأسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون عند كلامنا عندما نتحدث عن الشباب ومشكلات الشباب واغتراب الشباب أن نتلمس هذه المسألة ان كنا أباءً فنقّوم أنفسنا ونستدرك هذا الأمر .

وان كنا أبناءً أن نبر بأمتنا وبديننا , وان يكون هذا الشعار الذي تحياه أمتنا الأن وفي كل آن , حتى لو كانت يعني في ظروف مريضة نوعاً ما أن ننهض لا أن ندير ظهورنا هذه ليست من شيم الإنسان المسلم , ولا من الوفاء لهذا الدين ولهذه الأمة .

نحن أمةٌ بإذن الله عز وجل منصورة فما هي بصماتكم أيها الشباب , أيها الآباء , أيتها الأمهات ؟ .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا في هذه الحلقة , أشكرك دكتور علي جبران وأشكركم أحبتي مرةً أخرى إلى أن نلتقي في حلقةً قادمة أستودعكم الله فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته